اقتراح فرنسي بضربات محددة لليبيا
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي (يسار) استقبل اليوم وفدا من المجلس الانتقالي الليبي (الفرنسية)
قالت مصادر مقربة من الرئاسة الفرنسية إن الرئيس نيكولا ساركوزي سيقترح على شركائه الأوروبيين "ضربات جوية محددة الأهداف" في ليبيا ضد قوات العقيد معمر القذافي، في حين أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن أي عمل عسكري له في ليبيا يجب أن يستند إلى تفويض واضح ودعم إقليمي.
ونقلت فرانس برس عن هذه المصادر أن الأهداف المحتملة لهذه الضربات ستشمل مقر قيادة القذافي في باب العزيزية بالعاصمة طرابلس، إضافة إلى مطار سرت العسكري الواقع على مسافة 500 كلم شرقي طرابلس ومطار سبها الواقع في جنوب البلاد قرب الحدود مع تشاد.
وأضافت الوكالة الفرنسية أن أحد أعضاء وفد المعارضة الليبية الذي استقبله ساركوزي الخميس اقترح أيضا "التشويش على نظام البث لقيادة القذافي" حيث رحب ساركوزي بذلك واعتبرها فكرة جيدة.
كما تحدثت أوساط ساركوزي عن رغبته بتعزيز العمل الإنساني بالمناطق التي يسيطر عليها الثوار، وأن يطرح على الاتحاد الأوروبي فرض حظر على النفط الليبي، إضافة إلى دراسة "خطر الهجرة" الناجم عن الاضطرابات بليبيا.
وقالت الوكالة إن مكتب ساركوزي رفض تأكيد هذه الأنباء، لكنه قال إن باريس ستطلب الموافقات القانونية لمنع القذافي من استخدام القوة.
كما أشارت إلى أن باريس تأخذ زمام المبادرة أوروبيا في الضغط ضد القذافي، علما بأنها أعلنت في وقت سابق اليوم الاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة بوصفه الممثل الشرعي لليبيا.
وخارج الإطار الأوروبي، تعمل فرنسا إلى جانب بريطانيا والأمم المتحدة على مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يتيح فرض منطقة حظر جوي على ليبيا.
وزراء دفاع الناتو بحثوا الوضع بليبيا خلال اجتماعهم اليوم في بروكسل (الفرنسية)
موقف الناتو
في الوقت نفسه، قال الأمين العام للناتو أندرس راسموسن إن أي عمل عسكري للحلف في ليبيا لا بد وأن يستند إلى "حاجة ظاهرة وتفويض واضح وأن يحظى بدعم إقليمي".
وجاءت تصريحات راسموسن في بروكسل اليوم بينما كان وزراء دفاع الدول الأعضاء يجتمعون لبحث الخيارات المتاحة بشأن ليبيا بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي، حيث قرروا بشكل مبدئي زيادة الوجود البحري في الشرق الأوسط لمتابعة تطبيق حظر السلاح على ليبيا.
وعقب الاجتماع، قال راسموسن إن منطقة حظر طيران محتملة تحتاج مزيدا من التخطيط فضلا عن الحصول على تفويض واضح من الأمم المتحدة.
من جانبه قال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس اليوم إن فرض حظر جوي قد لا يتطلب بالضرورة عملا عسكريا، مناقضا تصريحات نظيره الأميركي روبرت غيتس من أن فرض الحظر سيتطلب قصف الدفاعات الجوية الليبية.
وشدد فوكس على ضرورة أن يحصل أي عمل قد يتم القيام به في ليبيا على دعم إقليمي ودولي، واصفاً استخدام القذافي للعنف بأنه أمر "مقلق جداً".
أما إيطاليا، فقد طالبت الاتحاد الأوروبي والناتو بمراقبة المياه الدولية المقابلة لليبيا لمنع تهريب السلاح لقوات القذافي أو وصول مهاجرين عبر ليبيا للاتحاد.
توافق دولي
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية اليوم الحاجة لتوافق دولي فيما يتعلق بالخطوات القادمة بشأن ليبيا، وقالت إن أي تحرك أميركي أحادي الجانب يمكن أن تكون له عواقب يتعذر توقعها.
وأضافت هيلاري كلينتون أن بلادها مازالت قلقة تجاه الأسلحة الكيمياوية المتبقية لدى القذافي فضلا عن "أشياء أخرى بغيضة" قد تكون في ترسانته.
في الأثناء، وصف مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر الدفاعات الجوية الليبية بأنها "كبيرة" ولا تتفوق عليها سوى مصر بمنطقة الشرق الأوسط.
وخلال جلسة عقدها مجلس الشيوخ الأميركي اليوم، قال كلابر إن القذافي يتشبث بالسلطة ولا يظهر إشارة على أنه سيتخلى عنها.
رفض التدخل
في المقابل، جددت روسيا رفضها للتدخل العسكري وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف اليوم إنه لا يجوز التدخل عسكرياً بشؤون ليبيا أو غيرها من الدول، مشيرا إلى أن الميثاق الأممي والقوانين والاتفاقيات الدولية تنص بوضوح تام على أن من حق كل شعب أن يقرر مصيره بنفسه ولا يجوز التدخل بالشؤون الداخلية واستخدام القوة.
وأشار لافروف إلى أن قيادة بلاده ترى أن من الضروري إجراء دراسة دقيقة لمسألة حظر الطيران فوق ليبيا عسكريا، وذلك قبل اتخاذ أية قرارات حازمة.
وبدورها أكدت سوريا اليوم "رفضها لكل أشكال التدخل الأجنبي في شؤون ليبيا باعتباره خرقا لسيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ويتعارض مع ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئ القانون الدولي".
يُذكر أن قيادة المعارضة الليبية حثت المجتمع الدولي على فرض حظر للطيران مما سيمنع الطائرات الحربية التابعة للقذافي من شن غارات على المدنيين أو الثوار الذين نجحوا في السيطرة على عدد من المدن الكبرى على رأسها بنغازي في الشرق ومصراتة في الغرب.